محبّة الأعداء - ق. د. حكمت قشّوع - 2021-12-12

Hadath Baptist Church Sermons

"المقدّمة: لقد تناول الراعي دراسة موضع محبّة الأعداء في عظته وهو موضوع صعب جداً، والذي يعلّمنا أن نحب أعداءنا هوشخص ليس فقط عاش من أجل أعدائه بل هو مات من أجل أعدائه هو الرب يسوع المسيح الذي أعطى حياته من أجل أعدائه ومات من أجلهم. أوإن كان أحد يقول لنا أن نحبّ أعداءنا هو شخص واحد هو الربّ يسوع المسيح. وقد قسّم الراعي العظة الى ثلاث محطّات: 1-المحطّة الأولى: من يجب أن نحبّ؟ 2-المحطّة الثانية: بمن نتشبّه؟ 3-المحطّة الثالثة: كيف نتميّز عن غيرنا؟ 1-المحطّة الأولى: من يجب أن نحبّ؟ ثم قرأ من إنجيل متى 5: 43 أحبّ قريبك وأبغض عدوّك. أحبّ قريبك قد أتت من العهد القديم من لاويين 19 مع إسقاط كلمة كنفسك ومع الوقت أصبحت أحب قريبك والمعنى يختلف بين أحبّ قريبك وأحبّ قريبك كنفسك، وذلك للتخفيف في شروط المحبّة. أمّا أبغض عدوّك غير موجودة في العهد القديم. هذا التصريح يلخّص موقف الكثير من اليهود آنذاك تجاه أعدائهم لأنّه كان هناك بغض جماعي ديني موجود عندهم وهذه العبارة تعكس الشعور الجماعي الذي اخترق حياة الفرد واستقرّ فيه وأصبح هناك أشخاص لديهم هذا البغض. السؤال: هل تحبّ قريبك؟ من هو قريبي؟ وقد جاوب يسوع عندما تكلّم عن السامري الصالح أنّ كلّ محتاج هو قريبي. أنت مدعو أن تحبّ أقرباءك. ماذا عن الأعداء في العهد القديم؟ إن لم يقل لنا أن نحبّ أعدائنا هو يقول كن لطيفًا مع عدوّك، منصفًا معه وكريمًا. في خروج 23: 4 – 5، هل تحب قريبك في البلد الذي تعيش فيه؟ في الوطن؟ ابن بلدك الذي تختلف معه في الرأي؟ يجب أن نفهم محبّة القريب، إن كنت تحبّه لا تتعدّى على ممتلكاته، لا تحتقره، لا تكذّب عليه، لا تزنِ مع زوجته، لا تسلبه ماله، لا تضربه وتعتّفه... لا تقدر أن تكون مسيحي دون المحبّة. متى 5: 44 أما أنا فأقول لكم: أحبّوا أعداءكم... يسوع يمسك بوصيّة المحبّة ويرفّعها الى أعلى درجة في سلّم البرّ والقداسة والكمال وسمّرها هناك الى الأبد. يسوع عندما سمُّرعلى الصليب كشف لنا معنى المحبّة الحقيقيّة. نفهم المحبّة في الصليب. أحبّوا أعداءكم هذا أمر الربّ لنا. هو مستمرّ يتكرّر كل يوم ويدوم. الحبّ محيط لا يجفّ ماؤه، هو نبض العابد، هو حياة المؤمن. هو نفَس التلميذ.المحبّة حياتك، لا تقدر أن تعيش دون محبّة الله فيك ومحبّتك للآخرين. أحبّوا هو فعل لا يقف عند المشاعر، يعمل الخير وينجز الصلاح، هو دائمًا في خدمة الآخرين ولخير الآخرين. التلميذ لا يموت عندما يتوقّف نبضه بل عندما تجفّ محبّته. أحبّوا أعداءكم تصريح شكّل ثورة بالعالم اليهودي واليوناني والروماني. هذه المحبة لا تعرف الحدود، ولا الانتقام والثأر ولا حتى المقاومة وعندما تقاوم هي تقاوم إما بالصلاة أو من خلال خدمة الآخرين. عندما تحبّ الآخر إذًا لا يبقى لديك أعداء. عندما تحبّ قريبك كنفسك يهون عليك أن تحب عدوّك لأنّك لن تراه عدو فيما بعد بل قريب. كيف تخدم من تسمّيه عدوًّا؟ من خلال الإصغاء، نساعده من خلال الاهتمام، من خلال المعاتبة والتوجيه، وإن لم يقبل أن يسمع أو يتغيّر تصلّي من أجله. عندما تحبّ عدوّك تخلّصه من ذاته، تنجّيه من ماضٍ يطارده، تحرّره من وحش ساكن بأفكاره، تحرّره من ثعبان آسر قلبه، تخلّصه من ذاته وتُعيد له صورة الله. المحبّة تخلق الحياة في الآخر الذي بسبب خطاياه يعيش في الموت. الدافع هو المحبّة، الله يدعونا أن نحبّ.