عند قدميه للتكريس - عند قدميه - ق. أسعد توما - 2022-01-23

Hadath Baptist Church Sermons

"المقدّمة: لقد ابتدأ المتكلّم كلامه أنّه عند قدميه ليست فرصة للكسل أو فرصة للنوم بل فرصة لنقترب الى محضر الله، لنسمع منه، ولنغيّر حياتنا. في محضره نكون قادرين أن نعكس صورته. عند قدميه نتشكّل، نعطي مساحة للربّ ليستخدمنا بطريقة أفضل. هذه السنة بحاجة أن نعكس صورة الربّ. ثم انطلق من نصّ من الكتاب المقدس من سفر صمؤئيل الأول 3: 1 – 9 حيث تناول موضوعه "عند قدميه للتكريس". وتكلّم عن خلفيّة النصّ حيث يضعنا هذا السفر أمام مرحلة انتقاليّة. يخبرنا هذا السفر عن تطوّر جديد في العلاقة بين بني اسرائيل ويهوه. ويخبرنا عن مرحلة التحضير للملك حيث الشعب طلب ملكًا كباقي الشعوب. وتكلّم عن ثلاث دوائر مهمّة في سفر صمؤئيل ويركّز عليها السفر، دائرة النبي صموئيل من ولادته حتى موته. دائرة الملك شاول أوّل ملك وقيام نظام المملكة، ثم الدائرة الثالثة الملك داود. وقد ركّز على الدائرة الأولى من حياة صموئيل بحيث تنقسم العظة الى ثلاث أفكار رئيسيّة إذ نرى في حياة التكريس أنّ صموئيل: وُلِد بوعد، خدم بنَذر، قام بنصر. 1-وُلِد بوعد وتكلّم عن حنّة النبيّة وولادة صمؤئيل منها. كانت لديها مشكلة بأنّها كانت عاقرًا وقد طلبت من الرب أن يعطيها ولد. وكان زوجها متزوّج اثنان حنة وفننة وكانت مشكلة حنّة أنّها عاقر وكان زوجها ألقاقة يحبّها ويكرمها أكثر من فننة. وكانت هذه العائلة تحافظ على تقديم العبادة والشعائر للربّ. ونرى ثلاث شخصيات حول حنة في هذا المشهد، نرى فننة التي كانت تغيظها وردّة فعل حنّة معها. نرى مشهد زوجها، ثم مشهد عالي الكاهن، هي أمام ثلاث شخصيات ولكن برزت هذه الشخصيّة المتعبّدة للربّ، الي قالت لعالي كاهن أنا مرّة النفس ولست سكرى. كان لديها شخصيّة مستقيمة. عندما واجهت المشكلة نجدها أمام الربّ تصلّي وهذا درس مهمّ جدًا لنا. عندما واجهت المشكلة، أخذت المشكلة واقتربت عند قدميه. وقالت ارتفع قرني أمام الرب. اختارت المكان الصحيح وأعلنت عن قداسة الربّ. من خلال هذه القصّة نتعلّم بعض الدروس: 1-الثقة بالربّ وهي ثقة بلا حدود. الله وحده قادر ان يحلّ الأمر. لنتعلّم أن نضع حاجاتنا عند الربّ ونثق به. 2-التعبير عن مشاعرنا أمام الربّ. عبّرت عن وجعها وألمها في محضر الربّ. محضر الربّ هو المكان الصحيح الذي نعبّر فيه ونعلن عن تعبنا ومشاكلنا 3-الاستمراريّة والمواظبة من سنة الى سنة. صدّقت وآمنت أنّ الربّ يقدر أن يصنع المستحيل. نحن نصلّي وعندنا يقين بإله حيّ. الرب يستجيب بطرق مختلفة. 2-خدم بنَذر: طفولة صمؤئيل وتكريسه للربّ. الربّ استجاب لحنّة. ثم سمّته صمؤئيل وقدّمته للربّ كنذير. أعطته للربّ مخصّص مكرّس. الغالي أعطته للربّ. حياة التكريس. نرى المشهد حول صموئيل، حفني وفنحاس أولاد عالي الكاهن وفسادهم واعوجاجهم للقضاء وخدمة الربّ، لكن نرى عيون صمؤئيل على الربّ، لم ينظر على فساد المجتمع من حوله أو على تصرّف جيله، بل وضع في قلبه أن يعيش نذيرًا للربّ، أن يكون مكرّسًا للربّ. ثم نرى دعوة الربّ لصمؤئيل. نرى صمؤئيل قد خدم وسط ظروف صعبة، لكن وسط هذه الظروف كان صمؤئيل في محضر الله. التمسّك بالربّ يجعلك متميّزًا وسط عالم مليء بالشرّ والخطيّة. المؤمن الحقيقي هو الذي يكون في محضر الله ويقدر أن يواجه الشرّ المحيط بنا، يقدر أن يصنع التغيير. 3-قاد بنصر: قاد الشعب لتحقيق الانتصار. قام بقيادة الشعب للتقرّب الى الربّ. ابتدأ يقرّب الشعب من الربّ، يحرّك مشاعر الشعب الدينيّة التي أصبحت بعيدة عن الله. عندما يكون القائد الروحي في الموقف الصحيح، قريب من محضر الله يقود الشعب لتحقيق حياة النصرة والغلبة الروحيّة. الراعي والقائد هو المسؤول عن توجيه شعب الى الربّ، نحو سماع صوت الربّ، والعيش بموجب كلمة الربّ. يدعو الشعب الى الحياة الممتلئة بحياة التكريس. . عندما تواجه الكنيسة المخاطر والاضطهاد لا بدّ أن تتّجه نحو الله. المجتمع الذي نعيش فيه لا بدّ أن يتغيّر ويأتي ليكون عند محضر الربّ. إذا أردت أن تغيّر عليك أن تتغيّر. "